*قبل ما نبدأ، نبي نوضح ان انا مش قاعدة ندعي اني خبيرة في الموضوع هذا. انا عارفة ان الناس يديروا في شهادات ويحضروا في درجات جامعية في هذا المجال، وانا مجرد درت شوية قراية عشوائية وتفرجت علي شوية فيديوات من فترة طويلة.
قبل مانبدا في التعلم وتوسيع معرفتي في مجالات مختلفة، ضروري نوقف ونفكر في سؤال أساسي والي هو: شن هي بالضبط المعرفة؟ كيف نحصل على معلومات واقعية يمكن أن نستند عليها في تشكيل آراءنا؟ كيف يمكن نحدد لو كانت حاجة عبارة عن حقيقة ومش بس مجرد اعتقاد شخصي؟ وزيادة علي هذا، كيف يمكن نطور آراء ماتكونش منحازة وحني ندوروا علي الحقيقة الموضوعية وعلي التمييز بين المعرفة الحقيقية والمعلومات المصممة لينا، خاصة في العصر الرقمي وين كل تفاعلاتنا تعتمد بشكل كبير على خوارزميات الذكاء الاصطناعي؟
تعرّفت لأول مرة على مصطلح "علم المعرفة او الابيستوموليجية" من شخص اسمه محمد الشامس (لو انت من مجتمع المنظرات في ليبيا، فاانا ما نحتاجش ان نقولك انه هو المناظر الي ربح افضل متحدث في العالم السنة الي فاتت في مسابقات المنظرات العربية العالمية). المهم، علم المعرفة هو دراسة طبيعة المعرفة وأصلها ونطاقها وتبريرها المعرفي. المصطلح جاي من الكلمات اليونانية "إبيستيمي" و "لوغوس" التي معناهم "المعرفة" و "العقل". يمكن تصنيف كل الأسئلة والخلافات والغموض في هذا المجال في فئتين رئيسيتين:
1- تحديد طبيعة المعرفة: شن هي وكيف نميز بين الشخص الي يعرف حاجة وبين الشخص الي ما يعرفش؟
2- تحديد مدى معرفتنا: كيف نحصلوا على المعرفة وشن هي الحدود للي يمكن نعرفوه؟
في أشياء مختلفة يمكن ان تعرفها، وفي اللغة العربية، على عكس اللغة الانجليزية، في فعلين يمثلوا معرفة هذه الأشياء مش واحد، وهما "يعرف" و"يعلم" (هو في واحدات تانية زي "يدرك" و "يدري" و"يفطن" لكن حني مش في حصة عربي، والمغزى ان اللغة العربية اغنى لغة في العالم). المهم، يمكن معرفة جسمًا أو شخصًا، يمكن معرفة مهارة او العلم بكيف ادير حاجة، والأهم واحدة هي ان يمكن معرفة او العلم بحقيقة. تتكون المعرفة من ثلاثة مكونات رئيسية: الاعتقاد والحقيقة والتبرير. بينما يعتقد بعض الناس أن الاعتقاد الصحيح هو المعرفة، يعتقد البعض التاني زي سقراط ودانكان بريتشارد أن الاعتقاد الصحيح يمكن أن يكون نتيجة لحظ معرفي ومافيش ليه أسس حقيقية. هذا علاش، نحتاجوا إلى تبرير عقلاني للأشياء الي نؤمنوا بها. هني جي مصطلح الاعتقاد الحقيقي المبرر الي كان يعتقد انه المعرفة. لين عام 1963، مع الورقة الشهيرة متع إدموند جيتيير حول حالة جيتيير(هل الاعتقاد الحقيقي المبرر هو المعرفة؟). واحدة من القصص الي توضح " الاعتقاد الحقيقي المبرر" هي الي طُرحت في الأصل من برتراند راسل في عام 1948 تحت اسم "الساعة المتوقفة" .
القصة كالتالي:
تشوف أليس ساعة مأشرة علي الساعة تنين وتحساب أن الوقت هو الساعة تنين. في الحقيقة، الساعة وقفت قبل طناش ساعة لكن أليس ماتعرفش.
وهكي، يكون عند أليس اعتقاد مبرر لكن بالحظ هو حقيقة.
جانب تاني من علم المعرفة الذي هو مليح ولكن يخوف شويا هو الشك المعرفي. هو الرأي الي يقول إن حني مانعرفوش شي أو عل الأقل أن حني مانعرفوش علي قد مانحسابوا روحنا نعرفوا. "نفكر، وبالتالي أنا موجود"، هذه العبارة المشهورة متع ديكارت الشهيرة. كان يعتبر واحد من الشكاكين الي مزودينها، بالجانب المعروف بيه الي يسمى شك بطليموس، كان يعتقد أنه قاعد يتم خداعه من قبل "شيطان متفوق أو خارق" يخلي فيه يعتقد أنه ولا حاجة أو أنه مش موجود أو ماعنداش حواس أو جسم. وحتى يقول في كتاب تأملاته في الفلسفة الأولى أنه لو كان مدركً فهو شيء، ونبي نعلق على هذا شوية. في رأيي المتواضع المحدود، لو مكناش موجودين، فكيف عندنا الحرية بش نديروا الي نبوه، ولكن لو كان هذا الخادع يخدع فينا بش نحسابوا أن عندنا حرية فكان حيكون ذكي بش يخلينا مش قادرين على الشك في لو كنا حني أو هو موجودين.
في شكاكين تانين زي بيرو الذي سميت باسمه فرع الشك البيرونية، والي يقول إن حني ما نعرفوش شي بيما في ذلك عدم معرفتنا بأننا لا نعرف شيئًا. وفي عندناالشك الأكاديمي، المرتبط بكارنيديس، الذي يقول إن حني ما نعرفوش شيئ إلا أن إن حني ما نعرفوش شيئ.
المفضل بالنسبة ليا هو الشك المُخفَّف، الي يقول إننا مش حنعرفوا أي شي بنسبة 100%، ولكن نقدروا أن نحصلوا معرفة جزئية مع ان نخلوا عندنا عقل مفتوح وشك. نتعلم ونكتشف جوانب جديدة في العلم، ونعرفوا أن المفهوم العلمي هو المفهوم الي مايقبلش جدل، ولو كان في حجة معارضة، فالنظرية العلمية تولي غير صحيحة.
أحد الأمثلة التي تعجبني والي مازال قاعدة جزء كبير من نظرية الكم هي نموذج بور للذرة.
اقترح بور بدلاً من أن تتجول الإلكترونات عشوائيًا حول النواة، أن تتواجد في مدارات على بعد ثابت من النواة. وترتبط كل مدارة بطاقة محددة، ويمكن للإلكترون أن يغير المدار عن طريق إطلاق أو امتصاص طاقة في قطعة فردية (تسمى كوانتا). وبهذه الطريقة، استطاع بور أن يشرح طيف الضوء المنبعث (أو ممتص) من الهيدروجين، أبسط جميع الذرات.
نشر بور هذه الأفكار في عام 1913 وخلال العقد التالي وضع النظرية مع الآخرين لمحاولة شرح الذرات المعقدة أكثر. في عام 1922، حصل على جائزة نوبل في الفيزياء عن عمله.
ومع ذلك، كان النموذج مضللاً بعدة طرق وكان محكومًا بالفشل في النهاية. أظهرت ميكانيكا الكم المتقدمة أنه من المستحيل معرفة موقع الإلكترون وسرعته في وقت واحد. و
استبدلت المدارات المحددة لبور بـ "سحبات" احتمالية حيث يمكن أن يتواجد الإلكترون.
في وقته كان بور يحساب أن نظريته صحيحة تمامًا وحصل جائزة نوبل عليها، ولكن اكتشف أنها مش صحيحة وثبت أنها صحيحة جزئيًا بس. وبالتالي، نقدروا نستكشفوا ونخترعوا ونتعلموا مع عقل مفتوح للتحديث والتجديد أو إلغاء التعلم وإعادة التعلم. يقول ديكارت: "حتى ولو كانت معرفتي تزيد باستمرار، فهذا ما يقنعنيش بأنها حتكون حق لا نهائية أبدًا، وين انها مش حتقدر توصول لى مرحلة وين انها معاش تقدر تزيد اكثر". هذا شي ييريحني ويخوفني في نفس الوقت؛ معرفة أن حياتنا مش طويلة بما فيه الكفاية بش تحتوي كل الحاجات الي نبو نتعلمو عليها، ومع هذا، مش حنكونو حيين بش نشهدوا اليوم الي مش حنقدروا نتعلمو فيه حاجة جديدة.
علم المعرفة على الإنترنت
ننتقلو توا لى اكثر جزء مهم في عالمنا المعاصر، وهو علم المعرفة على الإنترنت أو العلم الرقمي. الإنترنت، مع مجموعته الواسعة من الموارد والخدمات، قاعد يسبب تحول عميق في كيف نبحثوا على المعلومات و كيف نشكلوا آراءنا. مش بس غيير الأساليب الي نحصلو بها على المعرفة، لكن حتى المعنى الحقيقي لمعرفة الحاجة. كمصدر للحصول على المعلومات والحقائق، يسبب الإنترنت هلبا تحديات وأسئلة، زي: كيف نقدروا نقيموا المطالبات والشهادات من أشخاص الي ما نعرفوش حتى هوياتهم الحقيقية؟ كيف نقدروا نقيموا المعلومات التي تم تعديلها وفق لمعايير أو طرق غامضة أو سرية؟ كيف نقدروا نكتشفوا المعلومات التي تم تحريفها بفعل التحيز أو التلاعب بمصالح خاصة؟ وأسئلة تانية هلبا.
من منظور البحث عن المعلومات، مافيش شك في أن الإنترنت يوفر وصول سهل وسريع لى مجموعة واسعة من المعلومات، بما في ذلك الموارد المتعلقة التي يمكن بيها تحسن الأداء التنظيمي أو تطوير مهارة جديدة. ومع ذلك، لما يتعلق الموضوع بالحصول على معرفة تخص الأمور المهمة والتي تستند عليها آراءك، فااستخدام الإنترنت يمكن أن يفاقم التحديات المختلفة المذكورة ويودي إلى عواقب متضخمة. لما نقيموا المعرفة، من الضروري ناخذوا عوامل زي الدقة والموثوقية والنزاهة للمعلومات التي نجيبوها من محركات البحث. يقترح توماس سمبسون في تقييمه المعرفي لجوجل ثلاثة معايير تقييم: الوقتية وترتيب السلطة والموضوعية. الوقتية هي مش مدة الوقت الي يستغرقه محرك البحث بش يجيب النتائج، ولكن هي المدة الي يحتاجها السائل بش يلقى رابط ليه علاقة. المعيار الثاني يخص ترتيب السلطة في أداء محرك البحث في تفضيل النتائج الموثوقة بدل من مجرد النتائج المتعلقة. الموضوعية تخص درجة قدرة محرك البحث على تقديم المعلومات بدون تحيز أو تأثير زايد. تتعلق بقدرة محرك البحث على تقديم نتائج محايدة، مع ضمان عدم انحياز المعلومات المعروضة الى آراء أو مصالح أو أجندات محددة تؤكد الموضوعية على أهمية تقديم مجموعة متوازنة من وجهات النظر وتجنب الترويج الزايد أو قمع مصادر أو أيديولوجيات معينة.
في رأيي، هذه التقييمات الثلاثة للمعلومات الرقمية تتعرض لتهديدات رئيسية ثلاثة. الأول هو تحسين محركات البحث SEO. يعني، بصورة بسيطة، ممارسة تحسين موقع الويب متعك بش يزيد طلوعه على نتائج البحث على محركات البحث زي جوجل ومايكروسوفت بينغ وغيرها. وهكي الي بيدفع اكثر حيطلع موقعه في الأول. وهني في حال اختاروا الناس ان بس يقروا ويوتقوا في النتائج الاولة، فحيكون عندهم فهم مغلوط بشكل كبير للأحداث الفعلية. ثانيًا، محركات البحث عندها اتجاه لتخصيص نتائج البحث وفقا علي أنشطة تصفح المستخدمين القديمة ونوع المعلومات الي يستهلكوها، بغرض ان يخلوها أكثر جاذبية أو قابلة للنقر. تتماشى هذا العملية بطريقة كبيرة مع التخصيص المتزايد على الإنترنت. من خلال تخصيص نتائج البحث، هذا حيعزز التحيز التأكيدي، وهو ميل الاشخاص لتفضيل المعلومات الي تتماشى مع معتقداتهم أو آرائهم. من بين الشركات على الإنترنت، اكثرهم نجاح هما احسن واحدات في التخصيص زي قوقل وتويتر وفيسبوك. في النهاية، لازم نعرفوا ان المنصات والبرامج ومحركات البحث الي تمولها حكومات او افراد عندهم وجهات نظرهم الخاصة ومعتقداتهم و مصالحهم المعينة مستحيل يوفرولك محتوى مية فلمية غير متحيز.
شوية توصيات من العلماء :
١- وقف خاصية التخصيص الشخصي أو اختار محركات بحث مااديرش في تخصيص لنتائج أو اتبع سجل بحثك زي
Qwant.
٢- خلي في بالك ان عملية تصفية المحتوى شائعة، لهذا اكد المعلومات الي من الإنترنت بمحتوى من وسائط تقليدية زي الصحف والبرامج التلفزيونية ومواقع الأخبار الموثوقة.
٣- اعرف ان الأشخاص الي عندهم آراء مضادة ليك قاعدين يتعرضوا لمعلومات مختلفة تمامًا عليك، فاحاول تكون عقلاني وتسمعلهم وتفهم وجهات نظرهم.
المصادر:
فيديوات يوتيوب: https://www.youtube.com/watch?v=94rK0_-x8bI
الأوراق والمقالات:
الكتب:
Knowledge: A Very Short Introduction by Jennifer Nagel (fav)
Meditations on First Philosophy by Rene Descartes
لين الاسبوع الجاي :)
Comments